المداخل والمهارات الإدارية
تطور الفكر الإدارى تطوراٌ كبيراٌ واختلفت وجهات النظر التحليلية والتأسيسية للنظم الإدارية، وقد تباينت بدرجة كبيرة المفاهيم التى ترتكز عليها النظم الإدارية أو بمعنى أخر الطرق الإدارية والأسلوب " المنهج" الذى يميل إلية التنظيم الإدارى طبقا للأربع مداخل الأساسية الآتية:-
أولاٌ
مدخل الإدارة العلمية
وجوهر
هذا المدخل هو الاعتماد على مجموعة وظائف التخطيط ، التنظيم، التوجيه والرقابة،
وهو ما نادت به الإدارة العلمية، والتى تطلق دائما على المجهودات التى قام بها رجال
الإدارة خاصة فريدريك تايلور والذين حاولوا وضع أساس علمى لمراجعة ومعالجة
المشكلات الإدارية، وذلك بدلاٌ من الاعتماد على مجرد التجربة والخطأ، وحتى يمكن
تحقيق أهداف المنظمات بأحسن الطرق وأقل التكاليف.
ويركز
هذا المدخل على العملية الإدارية، ويسمى أحيانا بمدخل الطريقة أو الوظيفة، وذلك
على اعتبار أن الإدارة ما هى إلا مجموعة من الوظائف والمبادئ العلمية التى يمكن
تطبيقها على المنشأ وذلك لتحقيق الفعالية والكفاءة، وسوف يتم لاحقا بالتفصيل
مناقشة العلاقة بين كفاءة وفاعلية النظم وارتباطهما بالإنتاجية.
وبالرغم
من تميز هذا المدخل بالأسلوب العلمى فى المفهوم إلا أنها لا تعطى الطرق الكمية فى
الإدارة الاهتمام المطلوب، كما أنها تغفل غالبا الطرق الرياضية بالإضافة إلى عدم
التركيز على الظروف البيئية والاجتماعية بالمنظمة.
ثانياٌ
المدخل الكمى
ويعتمد
هذا المدخل على استخدام الأساليب والأدوات الرياضية وبحوث العمليات، وذلك بالتعبير
عن المشكلات الإدارية باستخدام الرموز الرياضية المتعارف عليها، ومن أبرز عيوب هذا
المدخل، أنه فى أحيان كثير ما تفشل الأساليب الرياضية فى صياغة المشاكل الإنسانية
وتحديد قيم عناصرها بصورة دقيقة، حيث أن الإنسان كأهم عنصر من عناصر الإنتاج ليس
من السهولة لتحديد وفهم وتقييم أداءه.
ثالثاٌ
المدخل السلوكى
يعتمد
هذا المدخل على مجموعة من المبادئ ونظريات العلاقات الإنسانية والعلوم السلوكية،
والتى تهتم أساساٌ بالفرد كعنصر حيوى وفعال فى التنظيم، أى أن الاهتمام ينصب أساساٌ
على العنصر البشرى سواء من حيث الاحتياجات أو الدوافع والرغبات والميول
والاتجاهات، وكل هذه العناصر وغيرها من عناصر السلوك الإنساني لها تأثير مباشر
وفعال فى قدرة المدير على إدارة منظماتهم.
وعلى
الرغم من أن معظم الأتجاهات تشترك فى أهمية العنصر البشرى ، فإن بعض الآراء تركز
على الفرد بذاته، وأراء آخرى تركز على الجماعة، ويرى الفريق الأول أن المدير عليه
أن يفهم الفرد وليس الجماعة إذا أراد أن يحقق الفاعلية فى التنظيم. بينما يركز
الفريق الآخر على النظر إلى الإدارة على أساس أنها نظام نظام اجتماعي يتكون من
تجمعات أو علاقات بشرية تعتمد على بعضها البعض، ومن ثم فهم يركزون على فهم المدير
للتنظيمات الرسمية والغير رسمية على حد سواء، إلا أنه يؤخذ على هذا المدخل شغفه
وتركيزه على الأفراد بدرجة كبيرة.
رابعاٌ
مدخل النظم
ينظر
هذا المدخل إلى المنظمة على أساس أنها نظام له أهداف، والنظام عادا يشتمل على أكثر
من نظام أنظمة فرعية تعمل وتشترك جميعها فى تحقيق الهدف العام الذى من أجله أقيم
النظام أو المصنع، وذلك عن طريق تقسيم العمل أو الوظائف التى تقوم بها تلك النظم
الفرعية والمتخصصة.
أن
مدخل النظم لا يركز على جانب الوظائف الإدارية فقط, ولا على الجانب السلوكى أو
الكمى فحسب، ولكن ينظر إلى المنظمة بمنظار الشمول والتكامل على اعتبار أنها وحدة
متكاملة هادفة تنشأ وتنمو وتزدهر لتحقيق أهداف معينة. وعند قيام المنشأة بتحقيق
أهدافها فإنها تأخذ فى الحسبان تفاعل وانسجام وتكامل الأنظمة الفرعية المكونة لها،
وفى نفس الوقت لا تغفل علاقتها بالبيئة المحيطة التى تعمل فيها، فهى تؤثر وتتأثر
بالبيئة فى وقت واحد، آى علاقة تبادلية.
وعلى
هذا فالمنظمة أساساٌ هى نظام مفتوح يتفاعل ويستجيب للعوامل والظروف المحيطة به، آى
أن نجاحها واستمرارها ونموها يعتمد على مدى تفهمها لطبيعة الظروف المحيطة بها،
وأخذها فى الاعتبار. هذا وتزداد فرص النجاح كلما زادت قدرة المنظمة وتمكنت من
تطويع وتجنيد المؤثرات الخارجية الإيجابية والسلبية فى بعض الأحيان لصالحها.
إن
إتباع مدخل النظم يؤدى إلى فهم العلاقات التداخلية ويزيد من قدرة التفاعل بين
الوحدات الفرعية التى يتكون منها النظام، كما أنه يساعد فى التعرف على كيفية أداء
هذه الوحدات لأعمالها، وتحقيق التنسيق والانسجام والترابط بين هذه الوحدات مما
يؤدى إلى تحقيق الأهداف التنظيمية بكفاءة وفاعلية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق